التعامل مع الأخطاء والفشل

مقال مترجم بتصرّف Handling Mistakes and Failures
مصدر الصورة: Unsplash

كتابة: ريتشارد بي جولسون.

ترجمة: مرام الدوسري.

تدقيق ومراجعة: أحمد موسى

زارتني مارسي وهي عميلة جديدة لديّ رسبت مؤخرًا في امتحانٍ أجرته (بفاصل درجتين فقط) حتى تتمكن من أخذ رخصة عمل لتصبح عاملة اجتماعية مؤهلة في ولاية نيويورك، رغم أن خيبة أملها مفهومة، لكنها للأسف استجابت لخيبة الأمل هذه بانتقادها نفسها انتقادًا جارحًا، والتشكيك في امتلاكها المقوّمات المطلوبة لتصبح خبيرة صحة نفسية، الوظيفة التي كانت تستعد لها منذ أن كانت في الجامعة. لكن يا للأسف، فالدرس الذي استنبطته مارسي من هذه الحادثة كان التالي: “أعتقد أنني لست ذكية كفايةً لأجتاز امتحانًا كهذا، ربما ليس من المُقدّر لشخصٍ مثلي أن يصبح خبير صحة نفسية.”

لكن من المفترض أن يكون الدرس الذي كان على مارسي استنباطه كالتالي: “حسنًا، لقد أخفقت في هذا الامتحان؛ لذلك أعتقد أنه عليّ أن أعمل بجدّ أكثر حتى أستعد للامتحان القادم، وعليّ أن أكتشف وسيلة أُحسّن بها من أدائي، فبعد كل شيء، كانت تنقصني درجتان فقط حتى أجتاز الامتحان؛ فمثل هذه المواقف تحدث، وسأؤدي أداءً أفضل المرة المقبلة.” فأحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى معاناة الناس من مثل هذه المواقف وحسب بدون الاستفادة من أخطائهم أو إخفاقاتهم أنهم عندما تحدث مثل هذه المواقف ينقلبون على أنفسهم فيلومونها لومًا شديدًا بدلًا من أن يتعلموا شيئًا يساعدهم في النضج أو التغير.

يعد التركيز على المشاعر المصاحبة لانتقاد الذات التي يمكن أن تؤدي إلى الحزن أو الاكتئاب من العواقب الوخيمة التي يقع فيها بعض الناس عند ارتكابهم أخطاءً أو إخفاقهم في فعل شيءٍ ما، فهذا يُصعّب كثيرًا اكتساب الثقة التي تساعدهم في معاودة الكرّة حيث حدثت المشكلة. يُعد تحقير الذات أحيانًا طريقة لتوجيه ضربة لوم إلى الذاتقبل أن يفعل ذلك أحد آخر، والنقطة المهمة هنا هي: إن كان ولا بدّ من أن تكره شيئًا، فاكره حقيقة أنك ارتكبت خطأً أو عانيت من فشل، ولكن لا تكره نفسك بسبب ما ارتكبت من أخطاء أو إخفاقات.

لقد مرّ معظمنا بتجارب وجدنا فيها أنه من الصعب تحمّل ألم الإخفاق الآتي من محاولة تعلّم شيء جديد، حيث تعد الأخطاء والإخفاقات مصاحبان للشخص في مرحلة التعلم هذه، وهذا يفسّر سبب عزوف الكثير من كبار السنّ عن تعلّم ركوب الدراجة والسباحة،والسبب وراء إمضاء الكثير من صغار السن ستة أيام فقط في برامج تعلّم رياضة البيسبول وممارستها المقدّمة من منظمة ليتل ليج (Little League) بدلًا من ستة سنوات.

لعل أكثر درس مفيد يجب أن تتعلمه من خوضك تجارب كهذه أن تأخذ عبرة قيّمة منها تساعدك في التعامل مع مواقف كهذه تواجهها في المستقبل، ويُعد كلٌ من تحمّل ألم الإخفاق فيما فشلت به وتأجيل الاستمتاع بما حققته في مرحلة تعلّم أشياء جديدة والسعي للامتياز فيها علامات تدل على أن الشخص سواءً كان طفلًا أو بالغًا صحي نفسيًا، وعقلاني، ومن المحتمل أن يكون ناجح.

المصدر 

تمت الترجمة والنشر بإذن الكاتب 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *