الذكاء العاطفي: ما هو وكيف يمكنك تحسينه؟
ترجمة بتصرّف لمقال: ( Emotional Intelligence (EQ): What It Is, Improving Emotional Intelligence, and More, By Katee Fletcher )
ترجمة: سهام المطيري
مراجعة وتدقيق: ندى محمد
الذكاء العاطفي”EI” والذي يعرف أيضًا بـ حاصل الذكاء العاطفي “EQ” هو قدرة الشخص على إدراك مشاعره ومشاعر الآخرين.
أَجْرَى”مارك مانسون” مقارنة شاملة للذكاء المعرفي والذكاء العاطفي “أن الذكاء المعرفي IQ هو معالجة المعلومات والتوصل إلى قرارات سليمة. والذكاء العاطفي EQ يتلخص في قدرتك على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين وبناء عليها تتخذ قرارك السليم”
نستنتج من هذه المقولة أن حاصل الذكاء العاطفي للشخص بمثابة مهارة أو سمة شخصية يمكن تنميتها على المدى البعيد بالتثقيف والاهتمام.
الناصية (قشرة الفص الجبهي)
تعرف اختصارًا (PFC) وهي تشكل الجزء الأمامي الجبهي لدى الانسان، تتحكم بالتعابير الشخصية واتخاذ القرارات والسلوك الاجتماعي وتؤثر على الوعي العاطفي والمهارات العاطفية إلى حدٍ كبير.
تُفيد إحدى الدراسات إلى أن القشرة الأمامية (PFC ) توضح ان الذكاء العاطفي والذكاء المعرفي يؤدون أدوارًا مختلفة لكنهما مكملين لبعض. بشكل عام تقدم صورة أكثر اكتمالًا عن السلوك البشري
وهذا يبين أن امتلاكك ذكاء عالي وحده لا يكفي، وأن الخضوع للتدريب وتقوية الذكاء العاطفي يساعد العديد أن يصبحوا أكثر ذكاءً وحكمةً.
لماذا يعتبر الذكاء العاطفي مهمًا للإدراك؟
لكي تعيش حياة متوازنة، من المهم للشخص أن يفهم ويكون على دراية بماهية الذكاء العاطفي ويسعى إليها. إذن من المهم أيضًا أن يتمتع بقدرات ذهنية عالية ويعمل عليها فإن الذكاء العاطفي يساعد في التعلم والتوجيه والإرشاد وغيرها مما هو ملهمٌ للذكاء العقلي.
وفقاً لخبراء الدليل الارشادي فإن الذكاء المعرفي IQ والذكاء العاطفي EQ يتواجدان بشكل ترادفي ويكونان أكثر فاعليةً لبناء بعضهم البعض. كلاهما يؤثر على حياة الإنسان بأكثر من نحو.
تأثير الذكاء العاطفي في الحياة اليومية.
عُرف الذكاء العاطفي أو حاصل الذكاء بتأثيره على حياة الإنسان بكل السُبل المُمكنة، بدءً من الصحة البدنية والصحة النفسية إلى معدلات الأداء وغيرها الكثير. إن فهم الطريقة التي يؤثر بها الذكاء العاطفي على التصرفات والانفعالات اليومية تعتبر ذات أهمية أساسية للحفاظ على الصحة والرفاهية.
الأداء في مكان العمل
الذكاء العاطفي يتيح للأشخاص التنقل في مختلف المجالات الاجتماعية التي يقدمها مكان العمل. تنمية مهارات حاصل الذكاء تسهم في تحفيز الشخص لقيادة زملائه والتأثير عليهم. كُن زميل عمل ودود لبلوغ مرامك.
المهارات الشخصية او كما تعرف بـ (صفة) شخصية (سمة) شخصية و(القدرة) على التواصل من المهام اللازمة للنجاح في مجال العمل.
نظرًا لمتطلبات مكان العمل لـ بعض المهارات الاجتماعية من أجل تبادل الأفكار والعمل ضمن فريق أصبحت المهارات الشخصية ذات قيمة لأصحاب العمل عن ذي قبل. يعود ذلك إلى تطوير وتقوية الذكاء العاطفي مما ينتج عنه مهارات رائعة تتيح للموظفين العمل بمرونة بمفردهم أو ضمن فريق.
الصحة الجسدية
إن عدم القدرة على التعامل مع مشاعر الإجهاد و الصراعات وغير ذلك من المواقف الاجتماعية الصعبة، تأخذ من صحة الإنسان الجسدية. أيضًا عدم السيطرة على الضغط غير المنتظم أو مايعرف بـ (ارتفاع) ضغط الدم يثبّط الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والعقم ويسرّع الشيخوخة المبكرة. إن تَعلُم كيفية التحكم في مشاعر الإجهاد والغضب والحزن، وأيضًا تعزيز كفاءة الذكاء العاطفي يقلل من احتمالية حدوث مشاكل صحية حرجة.
الصحة النفسية
انخفاض معدل الذكاء العاطفي يفسح المجال للعديد من المشاكل العقلية مثل القلق والاكتئاب لتدمير حياة الشخص. ايضاً عدم القدرة لالتقاط الإشارات العاطفية للآخرين تُضعف قدرات الإنسان على إنشاء وتقوية العلاقات مما يسبب له شعور بالعزلة والتعرض لمشاكل نفسية بشكل أكبر
بناء العلاقات
امتلاك معدل ذكاء عاطفي عالٍ يسمح للشخص بإنشاء وتوطيد العلاقات مع أي شخص آخر، بدءً من رئيسه في العمل إلى الصديق المُقرب. يسمح أيضًا بفهم مشاعر الآخرين والتقاط الإشارات العاطفية مؤديًا إلى تواصل أكثر فاعلية ووضوح وعلاقات صحية وسليمة.
عناصر الذكاء العاطفي
فهم المجالات وكفاءتها تسمح للشخص بإدراك مهارات الذكاء العاطفي التي قد يفتقر إليها لتعزيز وتحسين ذكائه العاطفي. يتم تقسيم الذكاء العاطفي إلى أربعة مجالات مختلفة يتضمنها ١٢ كفاءة عاطفية كالآتي:
الوعي الذاتي
تشير هذه إلى قدرة الشخص بالتعرف على أو فهم مشاعره وكيفيه تأثيرها على أفكاره اليومية وانفعالاته وقراراته وما إلى ذلك. ويصنف الوعي الذاتي إلى كفاءة واحدة وهي: الوعي الذاتي العاطفي.
إدارة الذات
وهي قدرة الشخص على إدارة عواطفه. الشخص الذي يتمتع بذكاء عاطفي عالي لديه قدرة السيطرة على العواطف و السلوكيات المتهورة و إدارتها بالشكل الصحيح والسعي والتكيف مع التغيرات.
تصنف الإدارة الذاتية إلى كفاءة الذكاء العاطفي في ضبط النفس العاطفي والقدرة على التكيف ، والسعي لتحقيق الأهداف والتوقعات البناءة.
الوعي الاجتماعي
يشير هذا المجال إلى قدرة الشخص على فهم الاحتياجات والاهتمامات العاطفية لدى الآخرين. فهم الدلالات الاجتماعية والشعور بالراحة في بيئة إجتماعية.
ويصنف الوعي الاجتماعي إلى كفاءتين هما: التعاطف والوعي التنظيمي.
إدارة العلاقات
يشير هذا المجال إلى قدرة الشخص على الحفاظ على علاقات سليمة. يتم ذلك بالتواصل الفعّال وحل النزاعات كذلك القدرة على التأثير على الآخرين والعمل ضمن فريق.
صُنفت إدارة العلاقات إلى خمسة مجالات وهي التأثير، التوجية والإرشاد، العمل الجماعي والقيادة الملهمة.
تطوير الذكاء العاطفي
عندما يفهم الشخص ماهية الذكاء العاطفي يسهل عليه تركيز جهوده للتطوير باستمرار.
إطَّلع على التلميحات أدناه وما تحتويه لاكتشاف كيفية تطوير وتنمية الذكاء العاطفي في الحياة اليومية والأنشطة.
ممارسة اليقظة
من المهم للشخص الذكي عاطفيًا ممارسة الوعي الذهني والوعي الذاتي، حتى يتمكن من التعرف على مشاعره وما سببها وما حلولها. أيضًا من الضروري إفساح الطريق للتامل أو تحرير الأفكار حتى يتسنى للشخص أن يركز على حالته العاطفية.
على سبيل المثال:
(سين من الناس) يعاني من الصداع واضطرابات وبعض الأرق. ولمعرفة السبب وراء هذه المشكلات قرر التجول في السيارة كل ليلة حوالي ٣٠ دقيقة ليطلق العنان لأفكاره. خلال هذه الجولة استوعب أنه للتو تولى مشروع جديد عمل عليه في ساعات العمل الإضافية بشكل يومي، ونتيجة لذلك شعر بالكثير من ضغوط العمل مما سبب له الاضطرابات وقلة النوم. والآن وبعد أن تعرف على مشاعره وما سببها وما يترتب عليها أصبح قادرًا على معالجة مشكلة الشعور بالإجهاد.
إدارة المشاعر
مشاعرنا تتجه نحو جوانب مختلفة في حياتنا مما يجعلنا نشعر بطريقة معينة. بناءً على الموقف والكيفية التي ينظر إليها الشخص إلى مشاعرنا ينبغي أن تُقيّم ما إذا كانت المشاعر مهمة أم لا.
لذلك إن تقييم كل شعور بدقة يمكن أن يحسن من معدّل الذكاء العاطفي، أيضًا سيحسن من الحياة.
عندما تلقي بمشاعرك جهة معينة تحرى وراقب رد الفعل المعطى هل كان مناسباً؟ واعمل وفقًا لذلك.
وفقًا لاقتباس مارك مانسون ” ليس هناك مشاعر جيدة أو سيئة بل هناك ردود أفعال جيدة وسيئة في التعامل مع عواطفك”
مثال:
غالباً مانطلق على الغضب بأنه مشاعر سلبية، عندما يشعر الشخص بالغضب قد يميل إلى التصرف بوحشية وإطلاق عبارات مؤذية للآخرين تضر بثقته بنفسه. الشعور بالغضب في بعض الأحيان قد يكون مشروعًا إذا كان بهدف الدفاع عن الظلم وما إلى ذلك. عندما تنهمر مشاعرك انتبه لما تتفوه به، انتقِ ألفاظك، قيِّم ما إذا كانت مناسبة أم لا.
فهم مشاعر الآخرين
الجزء الأهم والأساسي لممارسة الذكاء العاطفي وبناء علاقات صحية هو فهمك لمشاعر الآخرين ويكون ذلك بالتدرّب على التعاطف والاستماع الجيد والتركيز لحديثهم ولغة الجسد.
معرفة ما ينبغي للطرف الآخر قوله، ومحاولة إدراك مشاعر الآخرين، والتواصل الجيد، سببًا في تقوية العلاقات على اختلاف أنواعها.
تقدير الذات
أحد أهم الأجزاء للشخص الذي يطور الذكاء العاطفي هو معرفة القيمة ذاته. القيم هي الأساس الذي يبني بقية الأعمال والعلاقات والأحاديث التي نجريها في حياتنا اليومية لذلك “عليك أولاً أن تكون واضح بشأن ما تهتم به وجه طاقتك حيثما تهتم وتقدر.
اختبار الذكاء العاطفي
هناك عدة اختبارات للذكاء العاطفي المتاحة لأولئك الذين يرغبون في قياس مستوى ذكائهم العاطفي، ومع ذلك النموذجان الأكثر شيوعًا هما نموذج الذكاء العاطفي(القدرة) ويعرف باسم MSCEIT أو النموذج المدمج ويعرف بـ ESCI360 وفقًا لمجلة هارفارد بزنس رڤيو (HBR).
نموذج القدرات ينظر إلى الذكاء العاطفي على أنها قدرة وربطها ارتباطًا وثيقًا مع الذكاء المعرفي. عرّفت مجلة هارفارد بزنس رڤيو النموذج المدمج بأنه ” تقييم شامل من جميع الجهات “؛ لأنه يجمع آراء مجهولة من زملاء ومحبين الذين يكونون خاضعين لاختبار الذكاء بهدف تقييم معدّل نقاط القوة والضعف للذكاء العاطفي.
اختبار الذكاء العاطفي مماثل لاختبار الذكاء المعرفي حيث أنه يطرح أسئلة واسعة النطاق والتي بدورها تساعد في تقييم النتيجة النهائية للاختبار. تساعد اختبارات الذكاء العاطفي في معرفة مهارات الذكاء وتطويرها.
أحدث التعليقات