لماذا يجب علينا بناء صداقات من أجيال مختلفة؟

لماذا يجب علينا بناء صداقات من أجيال مختلفة؟

ترجمة بتصرّف لمقال: (Why Befriending People of Different Ages is Vital in an Ageist Society by Elizabeth Bennett)

 كتابة: Elizabeth Bennett

ترجمة: ريم ريحان @reemrayhan

تدقيق ومراجعة: سلمى عبدالله @salma1abdullah

المراجعة النهائية: أسامة خان @QalamOsamah

 

لطالما صادقنا في المدرسة والجامعة وأماكن عملنا أصدقاءَ يقاربوننا عمرًا، فمن الطبيعي أن نرتبط بأصدقاء يشاركوننا التجارب والمراحل العمرية، لكن ما عرفته أنّ توسيع دائرة أصدقائي خارج هذا المفهوم يُغني حياتي أكثر مما أتصور. أثبتت دراسة قامت بها الجمعية الأمريكية للمتقاعدين أنّ ٩٣% من الأشخاص اتفقوا على وجود ميزاتٍ في مصادقة أشخاص من أجيال مختلفة لا تحصل عليها من أصدقاء من نفس جيلك، ووجدت نفس الدراسة أنّ ثلث الأمريكيين فقط لديهم صديق يكبرهم أو يصغرهم بخمس عشرة سنة.


الصداقات بين الأجيال تثري الفرد والمجتمع


عاش الإنسان عبر العصور في مجتمعاتٍ متعددة الأجيال، ولم تنقسم الأسر وتتفكك على أرض الواقع إلا في العقود الأخيرة؛ بسبب التمدّن والهجرة إلى الدول الغربية، وأشارت أوليفيا جيمس -مدربة تحسين الأداء والثقة بالنفس-: «لطالما ارتبطنا وتواصلنا مع أشخاص من أجيال مختلفة في مجتمعاتنا القبلية، ولم نكن محصورين بالتعامل مع أشخاص من نفس فئتنا العمرية».
أما سارة غريغ الاختصاصية النفسية والكاتبة أوضحت: «الصداقات بين الأجيال مكسبٌ لكلٍ من المجتمع والفرد».
تساعد الفروقات العمرية بين الأصدقاء على ترابط المجتمع وتراحمه، فقد أشارت غريغ: «بيّنت الدراسات أنّ الصداقة بين الأجيال تساعد على كسر الصورة النمطية والتخفيف من العنصرية ضد كبار السن، ويساعد كلا الصديقين على الازدهار ورؤية الحياة من منظورٍ مختلف».

تُقلّل مصادقة أصدقاء من أعمار مختلفة من (المقارنات)، أحيانًا يُسهل عليك الوقوع في فخ الغيرة من أحد أصدقائك عند النظر إلى حياته، تقول جيمس: «في بداية عشريناتك قد تتأمّلين حياة إحدى صديقاتك: مهنتها مزدهرة، تعيش في بيت جميل، وقد خطبها شاب رائع. وأنا لم أصل لأي من ذلك، تفوتني كل هذه الفرص، والوقت يمضي، ولست بنصف ذكائها أو جمالها»، لذلك بحصولك على أصدقاء من أجيال مختلفة فأنت تختار التركيز على الهدف الأسمى للحياة، بدلًا من الوقوع في فخ المقارنات أو محاولة الفوز في سباق الحياة.
تصبح محادثاتكم ولقاءاتكم غنيّةً وممتعةً أكثر، إذ تخوض كل فئة عمرية الحياة بطريقة مختلفة وتملك آراءها الفريدة؛ مما يوسع منظورك للحياة وطريقة تعاملك معها. تنصح جيمس بالتالي: «إذا رُزقتِ بمولود مؤخرًا، ربما لا تودين قضاء وقتك كلّه مع الأمهات الجديدات فقط!»


والشيء بالشيء يُذكر، إنّ بقاءك محصورًا في نفس دائرة أصدقائك من الثانوية أو الجامعة فقط قد يحدّ من خبراتك، تتغير شخصياتنا وأهواؤنا مع زيادة خبراتنا في الحياة، وبقاؤك مع أصدقائك من أيام الدراسة فقط قد يمنعك من اكتشاف كلّ قدراتك؛ لذلك وجود أصدقاء أكبر أو أصغر منك يسمح لك بتجاوز هذه المشكلة، وعلّقت جيمس: «يمكنك أن تتصرف معهم على طبيعتك».


مزايا مصادقة الأكبر سنًا

أهم فائدة هي بعد النظر، يفيدك أثناء مرورك بفترة صعبة مثل تغيير عملك أو الانفصال عن علاقة عاطفية. توضّح جيمس: «عندما تُظلمِ الحياة في ناظريك وتظن أنّك لن تنجو من هذه التجربة المؤلمة، فإنّ وجود صديق أكبر منك عمرًا يقدّم لك المواساة من تجربته التي خاضها وتجاوزها وازدهر من بعدها يساعدك على تجاوزها أيضًا».
ينيرك أصدقاؤك الأكثر خبرةً منك بفكرٍ مغاير للحياة عمن هم في نفس عمرك، تشير غريغ إلى أنّه: «يركز الأكبر سنًا على رضاهم وسعادتهم في الحياة عوضًا عن السعي المتواصل نحو تحقيق أهداف أكثر ومهن أنجح فقط»، وهذا يساعدك على التأمل في الحياة وإيجاد معنى أعمق من التركيز على عملك والبحث لشراء منزل أو تكوين عائلة.


مزايا مصادقة الأصغر سنًا

إنّ مشاركة الأفراد الأكبر سنًا خلاصة خبرتهم وتجاربهم مع من هم أصغر سنًا مثرٍ للطرفين. توضح جيمس ذلك: «إن العطاء يثمر في نفوسنا، منح خبراتنا واهتمامنا الصادق يرضينا، ويهبنا معنى أعمق لحياتنا وينمّي صحتنا العقلية أيضًا».
عندما يكبر الفرد عمرًا، فإنّ مصادقة من هم في عمره تحدّه، خصوصًا إذا بدأ يفقد أحباءه واحدًا بعد الآخر، عندها يكون وجود الأصغر سنًا منعشًا وملهمًا، تذكر غريغ: «تشير الدراسات إلى أنّ ذلك يحفّز العقل، إذ نستعمل جزءًا مختلفًا من الدماغ عند القيام بشيء خارج عاداتنا اليومية».
كيف تُصادق أصدقاءَ من أجيال مختلفة؟
يُصعب الوصول لفئات مختلفة عنك في المجتمعات الغربية الحديثة، وتشير غريغ لأهمية تغيير ذلك: «إنّ الترابط بين الأجيال مهم لنهضة المجتمع؛ لذلك علينا تسهيله».
إنّ الحظ هو سيد الموقف عند تكوين الأصدقاء من أجيال مختلفة، لكن يمكنك محاولة زيادة فرصك في ذلك، تقترح جيمس: «جرّب واسْعَ لِخوض تجارب جديدة ليس لهدف تكوين أصدقاء ولكن تأمّل خيرًا، اذهب إلى أماكن تجد فيها أشخاصًا اجتماعيين غالبًا، مثل المعارض الفنية أو التطوع الخيري».
يصعب غالبًا تكوين روابط صداقة بين الأجيال ولكن مردودها لا يُقدّر بثمن؛ لكلي الصديقين.

 

المصدر

تمت الترجمة والنشر بموافقة الكاتبة

 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *