نشاط يحسّن المزاج وأثره طويل على المصابين بالاكتئاب

القلق الفعّال: كيف تُحقّق الحكمة عبر مخاوفك؟

ترجمة بتصرّف لمقال:(There’s an Activity That Improves Mood With Lasting Effect in People With Depression)

كتابة: مايك مَكري

ترجمة: مرام الدوسري

تدقيق ومراجعة: أحمد موسى

 

لم يعد يوجد شك في قدرة التمارين الرياضية على تحسين المزاج تحسينًا ملحوظًا عند من يعاني من الاضطراب الاكتئابي الكبير. يمُكن أن تكون ساعة من النشاط البدني في الأسبوع كافية لخفض خطر نوبات الاكتئاب مستقبلًا.

من المدهش أنه لا يُعرف إلا القليل عن الآثار الفورية للتمارين الرياضية – سواء أثناء التمرين أو بعده مباشرةً – على خصائص مُحددة للمزاج والدماغ عند المصابين بالاكتئاب.

يقول جيكوب ماير، عالم علم الحركة في جامعة آيوا: ((الكثير من الأبحاث السابقة التي نظرت في آثار التمارين الرياضية على الصحة النفسية عامةً استخدمت مقاييس شديدة العموم لقياس السواء النفسي)).

ثم يستأنف: ((كنا مهتمين على وجه الخصوص بفحص كيفية تأثير التمارين الحادة (بمعنى جلسة واحدة في اليوم) على الأعراض الأولية للاكتئاب)).

تتكون أشكال الاكتئاب المزمن من مجموعة من التغيرات النفسية التي تجعل الاكتئاب أكبر من مجرد شعور عابر بالضيق، بل هناك فقدان حقيقي للسرور والمتعة يصاحب نوبات الاكتئاب (عرض يُشار إليه باسم أنهيدونيا [أي: اِنْعِدَامُ التَّلَذُّذِ]).

لدينا أيضًا صلة الاضطراب باعتلال الوظائف الإدراكية، بما في ذلك فقدان الذاكرة وسرعة المعالجة، والتي قد تستفيد هي الأخرى من التمارين الرياضية.

لنضفي على معرفتنا مزيد تفاصيل عن أثر التمرين الواحد على تغييرات كلٍ من المزاج والمهارات النفسية، حلّل ماير وزملاؤه نتائج اختبارات متنوعة لـ30 متطوعًا، قبل، وأثناء، وبعد إما جلسة من ركوب الدراجة متوسط الشدة لنصف ساعة، أو جلسة استراحة هادئة.

ومن الاختبارات استبيان لتقييم المزاج والمشاعر حاليًا، ومقياس لقياس الأنهيدونيا، وبعض تقييمات القدرة الإدراكية، ومنها ما يُسمى باختبار ستروب للألوان والكلمات [اختبار لإيجاد أسماء الألوان لكلمات ملونة].

كانت التقييمات في مجموعها تهدف لتكوين صورة أوضح عن كيفية تطور الحالة النفسية للشخص أثناء جلسة تمرين، وهو يتعامل مع الاكتئاب.

في منتصف جلسة التمرين، شعر المشاركون عامّةً بتحسن في المزاج، استمر لما لا يقل عن 75 دقيقة بعد انتهاء التمرين.

زال الشعور بالأنهيدونيا أيضًا، رغم أنه بدأ ينسلّ مجددًا بعد 75 دقيقة من انتهاء التمرين، ومع ذلك، مقارنةً بمن استراحوا، كانت نتيجة إيجابية.

ربما كان المفاجيء أكثر هو تنوع نتائج القدرة الإدراكية، فعلى نقيض النتائج السابقة لأشخاص أصحّاء، والتي توقعت تحسنًا عامًا في زمن الاستجابة، كانت نتائج هذه العينة مختلطة.

صار زمن الاستجابة في اختبار ستروب لدى المشاركين أسرع قليلًا أثناء التمرين، ولكن سرعان ما انحسر ذلك بعد 25 و50 دقيقة من التوقف، وأصبحوا أبطأ ممن لم يتمرنوا.

ليس من الواضح سبب ذلك، أو ما إن كان له ارتباط بالأعراض الأخرى للااضطراب الاكتئابي الكبير.

حدوث تحسّن فوري للمزاج وشعور عام بالمتعة بعد النشاط البدني، يساعد في بناء حجة للمصابين بالاكتئاب قد تشجّعهم على التمرّن أكثر.

ولكن، لعل الأمر ليس بتلك البساطة، فالاكتئاب يمتص التحفز، مما يعني أن الأَزَّة المنتظرة عند الخروج من البيت والتحرك، قد لا تكون كافية لخلق دافع لتغيير العادات.

رغم ذلك، من يتمكن من أخذ تلك الخطوة الحرجة، قد يمكنه العلم بوجود مساحة زمنية لا تقل عن ساعة، تنقشع فيها الغمامة السوداء، من تخطيط أفضل ليومه.

قال ماير: ((الأمر الرائع أن تلك الفوائد للحالة المزاجية والأنهيدونيا قد تتجاوز 75 دقيقة)).

وأضاف: ((نحتاج دراسة أطول لتحديد موعد بداية أفولها، لكن النتائج تشير إلى مساحة زمنية بعد التمرين، قد يكون من الأسهل فيها أو الأكفأ لشخص مصاب بالاكتئاب أن يقوم بأمر مجهد سيكولوجيًا أو إدراكيًا)).

نُشر هذا البحث في مجلة سيكولوجية الرياضة والتمارين.

 

المصدر

تمت الترجمة بإذن من الموقع
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *