سبعةُ جروحٍ لن تندمل وثلاثةُ طُرُقٍ للتغلّب عليها

ترجمة بتصرّف لمقال:(7Hurts That Never Heal By Sean Grover)
مصدر الصورة:(Unsplash, @Kellysikkema)

كتابة: شون جروفر، من كتاب: حين يُهيمن الأطفال
ترجمة: أسماء نشمي الشمري
تدقيق ومراجعة: ندى الزهراني

من المُحزن أن تستيقظ مُستشعِرًا ألمًا مُعتادًا في قلبك، كانَ ولايزال، فقد فعلت كلّ ما بوسعك لإنقاذ نفسك، بدءًا من جلسات العلاج النفسي الأسبوعية، وتدوين يومياتك والقيام بتمارينك واهتمامك بنظامك الغذائي وصولًا إلى كُتُب تطوير الذات المتراكمة على منضدتك، ومع ذلك، لا ينفكّ هذا الألم عن مُلازمتك حتى عندما تتناساه للحظات، فسُرعان ما يعود بذكرى مؤلمة ليُريك أن الحال لم يتغيّر.

وعودٌ كاذبة وتفاؤل طائش

وقلّما تُناقش هذه الجروح التي لن تندمل بشكلٍ علنيّ وسُرعان ما يتمّ تجاهلها، وفي عالمنا الذي يُركّز على إيجاد الحلول تُرمى هذه الآلام في خانة النسيان أو تُقابلُ بالتُرّهات، مثل: 

“كلّ شيء يحدث لسبب”
”انظر للجانب المشرق” 
“غدًا أفضل”

كما أن هذه المشاعر الجوفاء لن تزيد يأسك إلا عُمقًا؛ من خلال الاستهانة بهِ وإنكار خسارتك.

ليست كل الآلام قابلة للشفاء

في الحقيقة ستُرافقك بعض الجروح للأبد، ولن تُصنّفك هذه الجروح، إلا أنها ستبقى بمثابة تذكير يومي بالتحديات غير المتوقعة التي ستعترض طريقك. 

وقبل أن نتطرق لكيفية التغلب عليها، دعونا نستعرض أشهر سبعة جروح لن تندمل:

١- وفاة الأحباب. 

من أشدّ أنواع الآلام التي يعاني منها الفرد، هو فقده لشريكه أو والديّه أو طِفلِه، كما ستُعاني في المضي قدمًا حين تخسر من تُحبّ، وحين تجد الدافع يوميًا للاتصال بهم، والحديث معهم، أو حتى مشاركتهم شيئاً ما، تتذكر حينها بأنهم رحلوا،  تاركين ورائهم فراغًا في قلبك لن يُملأ.

٢- المرض العقلي

 تذكّرَ أحد المرضى مؤخرًا اللحظة التي أدرك فيها إصابة أخيه بالفُصام قائلًا: “حين أبلغني الطبيب بذلك لم أُرِد التصديق بأنه مريضٌ بالفعل”، وبالرغم من كثرة طُرُق العلاج للأمراض العقلية المزمنة إلا أنهُ عادةً ما يرفض المرضى التعاون مُتجاهلين جلسات العلاج والأدوية ومُعتمدين بالإنقاذ على والديهم أو أحبتهم.

٣- الإدمان

 بالرغم من بقاء الشخص على قيد الحياة، إلا أنه لم يعد الشخص ذاته وهذا ما يجعلُ الإدمان ابتلاءً قاسيًا للغاية، ومما يزيد الأمور سوءًا هو اعتياد المدمنين على الكذب واستغلال أحبّائهم. وللأسف الشديد فإن الأمل في هذه الحال قصير الأمد حيثُ يميل المدمن للانتكاسة مراتٍ عدّة، ومما يُدمي القلب هو رؤية من تحب يهوي إلى عالم الإدمان. 

٤- الأمراض المزمنة 

 قد يتعذّر عليك تصديق الطبيب حين يُخبرك بإصابتك بمرضٍ مزمنٍ، ولن تجد الإجابة بالرغم من تساؤلاتك المتعددة “لماذا!”،  عليك أن تُجاهد نفسك للاستمرار بحياتك، مصارعًا الخوف خشيةَ أن تسوء حالتك، حيثُ -لأول مرةٍ- سيكون هناك تاريخ انتهاء لحياتك. 

٥- الخيانة

 قد تتسبب خيانةُ شخصٍ قريبٍ لك بجروحٍ عميقة، كما ستتجنّب الآخرين، وتفقد ثقتك بهم خِشية أن تُلحِق الأذى بنفسك مجددًّا، وقد تختار البُعد والانعزال عن العالم معتقدًا بأفضلية الوحدة، ولن تثير الخيانةَ شكوكك بالآخرين فحسب، بل ستشكّ بنفسك أيضًا.

 ٦- الإصابات الدائمة

 يتوجب عليك أن تتعلم مجددًا كيف تمضي قُدمًا في هذا العالم، فالمهامّ اليومية اليسيرة باتت تتطلب جهدًا كبيرًا، وسترى نظرة الحزن والشفقة في أعين الناس؛ مما سيشعرك بضآلتك وبؤسك وبالرغم من رغبتك بزوال إصابتك لكن ستضطرّ للتعايش معها.

٧-الصدمات

 تُبقي الصدماتُ أثرًا مستمرًا قادرًا على تغيير مسار حياتك كما ستُضعِفُ قدرتك على الشعور بالأمان والثقة بالآخرين والعيش بلا خوف، فعندما تستعيد الصدمة يتوقف الزمان والمكان وستجد نفسك محاطًا بالرعب الذي حدث في اللحظة ذاتها التي حدثت فيها الصدمة، فقد يسكنك هذا الرعب بصمت ليُرهقك في أي لحظة.

كيف تتغلب على الألم

في الواقع لن تُصنّفك تلك الآلام في حال أُديرت بشكلٍ جيّد، بل ستُعمّق إنسانيتك وستُعزّز تعاطفك وتواصلك مع الآخرين، وكما تُذكّرك الحياة بهشاشتها فإنها ستُذكّرك أيضًا بقيمتها، حيثُ أفاد العديدُ من المرضى أن تلك الآلام ألهمتهم أن يعيشوا اللحظة ويقدّروا الحياة أكثر. 

وتتواجدُ هذه الآلام في حياة الكل بلا استثناء، ومهما ادّعوا العكس عبر وسائل التواصل الاجتماعي فسيواجهُ الجميع جُرحًا لن يندمل، كما أن عدم نشرهم لنِزاعاتهم يوجِدُ لحياتهم منظورًا يخلّ بالتوازن.

ثلاثة طرقٍ للتغلب على الألم 

 

١- اجعل من ألمك رسالة

 شَهِدتُ تحويل العديد من المرضى آلامهم إلى رسالةٍ مليئةٍ بحسٍ  المسؤولية، ومن أمثلة ذلك؛  شخصٌ وجد معنىً جديدًا للحياة بعد نجاته من مرحلة السرطان الرابعة، فقد تطوّع لتقديم الاستشارات لمرضى السرطان وذويهم مُعلّقًا: “سأشعُر بقيمتي حين أقدّم الأمل لهم.

 مثالٌ آخر لامرأةٍ تعرضت لاعتداءٍ جسديّ فتطوّعت للرد على مكالمات الشابات اللاتي يُعانين من أزمات، وبالرغم من معاناتها في البدايات إلا أنها سرعان ما وجدتهُ عاملًا لتمكّينها/ تقويتها قائلةً: “اكتشفتُ أن مساعدتي للآخرين لن تعمل على اندمال جروحهم فحسب بل ستعالجني أيضًا.”

٢- شارِك ألمك

 تضامن مع من يشاركونك المعاناة فإن العُزلةَ عدو الشفاء، كما تُعدّ حلقات الدعم وجلسات العلاج الجماعي طريقةً رائعة وآمنة للتقرّب من الآخرين ومشاركتهم مكنوناتك،  كما ستساعدك الصلاة والتأمّل على إيجاد العبرة من هذا الألم.

٣- واصل نموّك 

من المهم أن لاتدع حزنك على آلامك، يُسيّطر على حياتك ويضعك موضع الضحية. اعترف بألمك وواصل بغض النظر عمّا تشعر به، ولترعَ نفسك جيّدًا ولتنعتنِ بها من خلال توسيع دائرتك الاجتماعية والإبداعية، وحيثُ أن الجُرح لن يندمل، باستطاعتك مواصلة حياتك بعد تهدئة ألمك بتقديرِهِ واحتوائه.

 

 

المصدر
تمت الترجمة بإذن من الكاتب
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *