سبع عادات تجعلك هشًّا عاطفيًا

ترجمة بتصرّف لمقال : (7Habits Making You Emotionally Fragile by Nick Wignall)

مصدر الصورة : Unsplash

الكاتب: نيك ويغنال Nick Wignall 
ترجمة: أَمجاد السعيد amjrg@
تدقيق ومراجعة: علياء عبد الرحمن @Alyaa__211
المراجعة النهائية: أسامة خان @QalamOsamah 

يجد الهش عاطفيًا صعوبةً في التعامل مع المشاعر السلبية، مثلاً:

  • يجرُّه القليل من القلق إلى دوامة من القلق والهلع.
  • تؤدي به نوبة بسيطة من الحزن إلى دوامة من النقد الذاتي والاكتئاب.
  • سرعان ما ينفجر من شعلة من الغضب ليقضي ساعاتٍ أو أيام في الغيظ.

 

حينما تكون هشًا عاطفيًا حتى أصغر المشاعر السلبية تلتهمك، ولكن بالإمكان كسر نمط الهشاشة العاطفية والتمرُّن على المرونة العاطفية.

على مر السنين، تعلمت من عملي طبيبًا ومعالجًا نفسيًا أنَّ مفتاح التغلب على الهشاشة العاطفية هو: إذا أردت السيطرة على عواطفك، فعليك تحسين علاقتك معها. 

لدى الأغلب علاقة متوترة مع عواطفهم لخوفهم منها، ولذلك اعتادوا على الهرب من هذه العواطف السلبية أو محاولة التخلص منها ولسوء الحظ، فإن استجابة الكر أو الفر هذه تدرب العقل على تميز هذه المشاعر بأنها خطيرة مما يفاقم الخوف منها على المدى البعيد. فإذا أردت تعزيز قوتك حين مواجهة المشاعر السلبية، فعليك التخلص من العادات التي تحافظ على خوفك منها.

يشعر الجميع بالهشاشة العاطفية أحيانًا، ولكن إذا غلب هذا الشعور فمن المحتمل أن العديد من العادات التالية هي السبب، وإذا تعلمت كيفية تمييز هذه العادات والمبادرة للتخلص منها، ستزيد المرونة العاطفية منك قربًا.

 

  •   •    •

 

١- الثقة بأفكارك

إن فكرت في جميع الأشخاص الذين تتفاعل معهم في حياتك، عدم ثقتك بهم بنفس الدرجة محتمل:

  • فقد تكون درجة ثقتك أعلى في صديقك المخلص أو زوجك.
  • وقد تكون درجة ثقتك متوسطة في مديرك في العمل.
  • وقد تكون درجة ثقتك منخفضة في بائعي السيارات المستعملة.

في الواقع، من الطبيعي (ودليل على ذكائك) أن تتفاوت درجات ثقتك في الناس، وهذا ينطبق أيضًا على أفكارك… لا تستحق كل أفكارك درجة الثقة ذاتها.

 

يلقي عقلك بآلاف الأفكار عليك يوميًا، والكثير منها دقيق ومفيد ولكن الكثير منها أيضًا مضلل أو عشوائي أو مغلوط، وهذا طبيعي جدًا. يفهم الأشخاص ذو المرونة العاطفية أنه ليس عليهم أن يثقوا ثقة عمياء في كل فكرة تطرأ في أذهانهم، وإذا كنت تفعل عكس ذلك فما هي إلا مكيدة للهشاشة العاطفية؛

  • إذا قبلت كل فكرة مقلقة على أنها صحيحة، سينتهي بك المطاف بالقلق المزمن.
  • إذا قبلت بالانتقام الخيالي على أنه فكرة حسنة، سينتهي بك المطاف باِلعدوانية المفرطة.
  • إذا قبلت كل انتقاد ذاتي على أنه صحيح ودقيق، سينتهي بك المطاف بِتدني احترام الذات.

إن وددت ترميم هشاشتك العاطفية الشديدة، فنمِّ الشك الحميد في أفكارك، استمع لأفكارك ولكن لا تخف من تجاهلها، في النهاية، تبقى الفكرة محض فكرة أحيانًا.

«بدلاً من أن تصير أفكارك وعواطفك، كن الوعي وراءها».

  • إيكهارت تول

 

٢- الاعتماد على مهارات التكيُّف

الاعتماد على مهارات التكيُّف هو الفخ الشائع الذي يقع فيه ذي الهشاشة العاطفية ليقنعوا أنفسهم، وهذه المهارات هي أساليب أو خطط تمارسها لتشعر بالتحسن مؤقتًا:

  • ممارسة بعض تمارين التنفس العميق عندما تشعر بالتوتر.

  • تكرار العبارات التي تعزز من تقديرك لذاتك حينما يتدنى.

  • مراسلة معالجك النفسي حينما تشعر بإحباط لا يبدو أن بإمكانك تخطيه.

في حين أن مهارات التأقلم مهمة، لكن الاعتماد عليها قد يكون خطرًا، فهي الدواء المُسكن للعاطفة، تجعلك تشعر بتحسن مؤقت لكنها نادرًا ما تعالج المشكلة الأساسية. فالاعتماد عليها لتخطي المشاعر السلبية محفوف بالمخاطر، لأنه يشجعك على التعامل مع المشاعر ذاتها على أنها مشكلات، وهي ببساطة ليست كذلك… 

مثل الألم الجسدي، المشاعر السلبية مجرد إشارات تحاول غالبًا إخبارك أن هناك خطأ ويجب معالجته؛

  • الخوف ليس مشكلة، بل رسالة من عقلك بوجود خطرٍ أو تعطُّلٍ في حياتك.
  • الحزن ليس مشكلة، بل رسالة من عقلك بأنك فقدت شيئًا ذا قيمة.
  • الغضب ليس مشكلة، بل رسالة بأن عقلك يظنّ أن شيئًا في حياتك غير عادل، ويجب التعامل معه.

 

إذا كنت تعامل مشاعرك باستمرار على أنها مشكلات، فلا تتفاجأ إن استمر هذا الشعور.

«ما يتبقى من الأمراض بعد الأزمات يمكن أن يسبب انتكاسات».

– أبقراط

٣- نقض وعودك لنفسك

يعاني الهشّون عاطفيًا من تدني اِحترام الذات، وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب الأساسية لذلك، إلا أن فخًّا واحدًا دائمًا ما يقع فيه الناس:

يعتاد من يعانون من تدني احترام الذات المزمن على نقض وعودهم لأنفسهم، فكر في ذلك، إذا كنت كثيرًا ما تخلف وعودك لنفسك، فكيف يمكنك أن تثق بنفسك أو تفخر بها؟

يلازم تدني احترام الذات الهشاشة العاطفية، لأنه من الصعب التعامل بثقة مع المشاعر السلبية إن كنت لا تؤمن بنفسك؛

  • إن كنت لا تثق بنفسك فمن الصعب إقناع نفسك أنك ستكون بخير على الرغم من مخاوفك.
  • من الصعب تذكير نفسك بصفاتك الإيجابية بينما كل ما تتذكره هو سلسلة وعود نفسك المنقوضة.
  • من الصعب مقاومة النقد الذاتي والشكوك عندما لا تفخر بنفسك.

 

الوفاء بوعودك لنفسك هي أحد أقوى الطرق لردع الهشاشة العاطفية، الحيلة هي أن تبدأ بالسهل، إن حدّثت نفسك أنك ستنهي كتابة التقرير قبل موعد الغداء فافعل، وإن حدّثت نفسك أنك ستتصل بأختك بعد العمل، فافعل حتى لو لم ترغب بذلك، فأنت أقوى مما تظنّ، لكنك لن تشعر بقوتك حتى تبدأ في تعلم الثقة بالنفس.

«احترام الذات هو سمعتك عند نفسك».

 – ناڤال

 

٤- السير مع التيار 

لا عيب في أن تكون مطواعًا أحيانًا، ولكن إذا كنت دائمًا ما (تسير مع التيار) وتتبع أثر الآخرين، فمن المحتمل أنك تحافظ على هشاشتك العاطفية، والمعضلة هنا أن عادة السير مع التيار كذبة، فعندما تعتاد على تأجيل رغباتك واحتياجاتك الخاصة لأجل الآخرين، فأنت تكذب على نفسك والآخرين بإخفاء رغباتك وقيمك الحقيقية، وهذا لا يدني احترامك وثقتك بنفسك فقط، بل إنه يمنع الآخرين أيضًا من فهم شخصك الحقيقي؛

  • إذا كنت دائمًا (تسير مع التيار) عندما يقترح زوجك أن تأكلا الطعام الإيطالي، فلن يعرف أبدًا أنك لا تحب الطعام الإيطالي كثيرًا.
  • إذا كنت دائمًا (تسير مع التيار) وتوافق على المهام الجديدة في العمل، فلن يعرف مديرك أبدًا أنك منهك وتعيس في عملك.
  • إذا كنت دائمًا (تسير مع التيار) وتوافق على استضافة عائلتك في منزلك للاحتفال بالعيد، فلن تفهم عائلتك أبدًا سبب غضبِك واستيائِك منهم.

يبدو السير مع التيار لطيفًا، لكنه في الواقع العكس، فهو كذبة تؤذي الجميع في النهاية. 

 

إن كنت تود التحلي بالشجاعة وتصدق مع نفسك وتعبر عما تريده حقًا بثقة، مارس الحزم، وأن تكون حازمًا يعني أنك على استعداد للتّعبير عن رغباتك واحتياجاتك بصدق مع نفسك واحترم للآخرين، وهي مهارة يمكن لأي شخص تعلمها، وقد يبدو الأمر محرجًا ومخيفًا في البداية، لكن الصدق في رغباتك سيحسن جميع علاقاتك، وخاصة علاقتك بنفسك.

«امتياز حياتك هو أن تكون أنت».

 – جوزيف كامبل

 

٥- انتقاد نفسك

لمن المحزن أن معظم الناس يتربون على أن الطريقة الوحيدة الصحيحة لدفع أنفسهم هي أن (يقسو) عليها، مثل رقيب التدريب العسكري القاسي كما نراه غالبًا في الأفلام، يفطن معظمنا منذ الصغر أنه بدون إحباط أنفسنا بالإفراط في نقدها والتحدث معها بقساوة، سنكسل أو سيضعف أداؤنا في النهاية، ولأن عائلتنا وثقافتنا تمجد الأداء والنجاح (خاصة النجاح الأكاديمي)، نربط قيمتنا بقدرتنا على الإنجاز والنجاح، ولهذا نفرط في الاعتماد على الانتقاد لندفع أنفسنا.

 

 ولكن هناك مشكلة… في حين أن الخوف قد يكون دافعًا فعالًا على المدى القريب، إلا أن له عواقب عاطفية وخيمة إذا كان وسيلتك الوحيدة لدفع نفسك، فعندما تنتقد نفسك باستمرار، ستشعر كما لو أنك لست كفئًا، وتضاعف قسوتك على نفسك، والذي بالطبع يزيد من تعاستك، ولسوء الحظ، لتنشأ علاقة إيجابية مع مشاعرك لِتديرها بفعالية، عليك أن تكون قادرًا على أن تتلطف بنفسك؛

  • من الصعب جدًا الشعور بالثقة عندما تحكم تنتقد نفسك في كل مرة تشعر بالخوف.
  • من الصعب جدًا أن تشعر بالدافع عندما تنتقد نفسك في كل مرة تفقد طاقتك أو حماسك.
  • من الصعب جدًا أن تشعر بالرضا عن نفسك وأنت دائمًا ما تنتقد نفسك بقساوة.

 

تعاطف مع نفسِك قليلًا، وستجد نفسك أكثر مرونة مما تتصور.

«إذا كان تعاطفك لا يشمل نفسك فهو ناقص».

– جاك كورنفيلد

٦- التماس الطمأنينة 

غالبًا يعتاد من يعاني الهشاشة العاطفية على التماس الطمأنينة عندما يشعر بالخوف أو الحزن أو الانزعاج، وقد يبدو ذلك منطقيًا، إذا كنت لا تثق في قدراتك على التعامل مع مشاعرك السلبية، بل يُخبرك من تثق به أن كل شيء سيكون على ما يرام، إنها خطة مغرية جدًا، ولكن اِلتماس الطمأنينة المزمن جانب سلبي كبير، ففي كل مرة تلتمس فيها الطمأنينة، فأنت تؤكِّد على عدم ثقتك بنفسك. فكر في ذلك من وجهة نظر عقلك، إذا كنت تسارع إلى التماس الطمأنينة من الآخرين حين الضيق، فماذا يعني لك عن ثقتك بنفسك وظنِّك بها؟

 إن أردت أن تصبح أكثر مرونة وثقة عاطفيًا، فعليك أن تستعدَّ لتحمل الانزعاج المؤقت حين مواجهتك لمشاعرك السلبية. لن يتعلم الطفل أبدًا ربط أربطة حذائه إن كان أبواه يربطونها له دائمًا. وكذلك، لن تتعلم أبدًا إدارة مشاعرك السلبية إذا كنت دائمًا ما تستعين بمصادر خارجية. 

بالطبع جميعنا نحتاج إلى المساعدة والدعم أحيانًا، ولكن إذا كان الآخرون هم خطتك الافتراضية لتطمئن، فأنت في حاجة إلى إعادة التفكير في خطك.

 «عندما يلتمس أحدهم الطمأنينة فهو يسمح لصديقهِ أن يفكر في الحقيقة التي يريدها، مثل سؤال نادل المطعم عن الوجبة الأفضل الليلة».

 – جون شتاينبك

 

٧- البقاء مشغولًا طوال الوقت 

واحدة من أقل العادات المؤدية إلى الهشاشة العاطفية شيوعًا هي البقاء مشغولاً باستمرار، أصحاب هذه العادة لا يتركون دقيقة واحدة دون انشغالهم بشيء، ويحرصون على ملء جداولهم اليومية بحيث لا يكون لديهم أبدًا أي مساحة للاستراحة العقلية أو فرصة ليخلو مع أفكارهم، وحيث أن هذا النشاط المستمر والانشغال قد يشعرك بالإنتاجية والتحكم، لكنه غالبًا ما يكون محض قناع يخفي شيئًا سلبيًا، فغالبًا ما يكون الانشغال المستمر آلية دفاع بدائية لتجنب ما يؤلم. فمثلًا:

  • إذا كانت علاقتكما الزوجية تعيسة، ولكنك خائف جدًا أو خجل من محاولة تحسينها، فإن الانشغال المستمر يساعدك على تجنب هذا الألم.
  • إذا كنت تعيس جدًا في عملك، فإن الانشغال المستمر يساعدك على تجنب هذا الألم.
  • إذا كنت تخشى الخلوة مع أفكارك، فإن الانشغال المستمر يساعدك على تجنب هذا الألم.

لكن في الواقع هذا ليس صحيحًا، قد يساعدك الانشغال المستمر مؤقتًا في تجنب تلك الآلام ، لكنه لا يعالجها أبدًا، فأنت ترمي مشكلاتك بعيدًا، ومع الوقت سَتتفاقم وتكبر. العمل المزمن شكل من أشكال المماطلة العاطفية، وهي تأجيل الجهد الشاق في التعامل مع المشاعر السلبية بالانشغال المستمر.

إن كنت تريد إنهاء دوامة الهشاشة العاطفية وزيادة مرونتك العاطفية، فعليك مواجهة مخاوفك والتعامل معها مباشرةً، ولكنك لن تقوى على ذلك إلا إذا خصصت قليلًا من الوقت في جدولك للتأمل في ذاتك وسؤالها عن المشكلة الحقيقية. 

«ينشغل المرء المشغول في الإنشغال عن الحياة، و لا شيء أصعب من تعلم الحياة».

 – سينيكا

 

  • •  • 

ختامًا 

الهشُّ عاطفياً ليس معيبًا، ولكنه نمّا عددًا من العادات التي تعيق قدراته على الصمود والتعاطف الصحيح مع عواطفه. إن أردت ترميم هشاشتك العاطفية، فعليك التخلص من العادات التالية: 

 

  • الثقة العمياء في  أفكارك
  • الاعتماد على مهارات التكيُّف للتحسن
  • نقض وعودك لنفسك
  • الاستمرار في السير مع التيار
  • انتقاد نفسك
  • التماس الطمأنينة
  • البقاء مشغولاً باستمرار

 

المصدر

تمت الترجمة والنشر بإذن الكاتب

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *